الجمعة، 24 أبريل 2009

(السلام القاتل) "قصة قصيرة"


بالتأكيد كلكم سمعتم عن حادث العبارة (السلام 98) الشهير الذي ذهبت فيه أرواح مئات الضحايا الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مواطنون مصريون.
أما أنا...............أنا الذي تجرعت كأس المرار والحزن.
أنا الذي تمنيت إن كنت مكانه في العبارة
أوتعلمون من هو؟
إنه أخي وشقيقي الوحيد (إبراهيم)
آه يا أخي,ذهبْت وذهب معك وجهك الطفولي الباسم,ذهبْت وذهبت معك طيبتك وحنانك عليّ,رحلت يا أخي الأكبر عن هذه الدنيا غاضباً مستاءً من كل مواطن مصري ديوث,لا يغار على عرضه ولا على وطنه مستسلماً للذئاب التي تنهش في لحمه ببطئ,نعم يا أخي,من حقك أن تغضب.
مازلت أذكر ذلك اليوم الذي ذهبت معك فيه إلى الميناء لأودعك وأراك تصعد أدراج السلالم المشئومة,حينها , لم يكن يعلم أيٌ من الركاب أو المودعين لأحبابهم بأنهم لن يروا بعضهم ثانية,لو كنت أعلم لما تركتك ولوحت لك ولما سمحت لك أصلاً بالركوب.
أنا دائماً يا أخي أتابع الأخبار لعلي أرى في يوم من الأيام خبراً بعدم وفاتك وبوجودك في مكان ما على ظهر الأرض,أو على الأقل أقرأ عن الحكم بالإعدام للمجرمين الذين كانوا يعلمون بأمر العبارة ومافيها من عيوب لا تسمح لها بالإبحار,لكني يوماً لم أجد هذا أو ذاك.
واليوم..........اليوم أثناء تصفحي الجريدة قرأت أسوأ خبر تصورت أن أقرأه يوماً, وجدت خبراً لم ولن تصدقه عيناي,اليوم يا أخي قرأت خبراً بالحكم ببراءة رئيس العصابة(ممدوح إسماعيل) هو وباقي أفراد عصابته من كل التهم الموجهة إليهم,ألا تصدقني يا أخي؟
أنا أيضاً لم أصدق ما قرأت,نعم كذبت نفسي وكذبت عيني وعقلي,ولكني لم أستطع أن أكذب الواقع الأليم الذي نعيشه يوماً بيوم.
كيف؟؟؟ كيف يكون بريئاً؟؟
أحقاً كل هذه الأرواح ذهبت سدىً؟
أحقاً كل الراحلين لن يثأر لهم أحد؟
أكتب كل هذا يا أخي وأنا أعلم بأن روحك تحوم حولي وتقرأ كل ما أكتب لذا فأطمئنك يا أخي بأن هؤلاء القتلة إذا نجوا من عذاب الدنيا فلن ينجوا من عذاب الآخرة,
أؤكد لك يا أخي بأنهم لن يسلموا من غضب الجبار ,
سينالون العذاب الأليم بإذن الله,
ماذا تقول يا أخي؟ في النهاية أنت تسامحهم على فعلتهم؟
لا ,لا وألف لا
لقد أخذوك مني إلى الأبد ,لن أراك ثانية, كيف تسامحهم على فعلتهم الشنعاء,كيف يا أخي؟
ماذا؟ أتأمرني بأن أسامحهم أنا أيضاً؟
ولكن يا أخي لن أفعل ذلك أبداًَ
إذا سامحتهم أنت فلن أسامحهم ما حييت,
لقد إستهانوا بأرواح المئات واستهتروا بهم ولم يلقوا لهم بالاً,
تركوا الناس يركبون خردة من الحديد مسماه بـ(السلام 98)
كان من الأولى تسميتها بـ(السلام المميت)
فهو إسم أقرب إلى الواقع بكثير,
لقد ضحوا بكم في مقابل حفنة من الجنيهات,
وبعد كل هذا يحكمون عليهم بالبراءة؟
أي نظام هذا وأي عدل؟
أين أنت يا أخي؟لا أستطيع أن أراك
أخي
أخيييييي

(بعد قليل سمع الجيران صوت صراخ الأخ المكلوم الذي زاد هذه المرة عن الأيام السابقة ,فقرروا الإتصال بمستشفى الأمراض العقليه).
النهاية
-------------------------------------------------
ملحوظة (1):
لا نملك إلا أن نتوجه إلى الله بالدعاء عليهم وعلى من حكم لهم بالبراءة,
فهذه القصة قد تحدث فعلاً في بيت من بيوت الضحايا المساكين.

ملحوظة (2):
قبل الحادث بأسبوعين كنت أنا ووالدتي مسافرين ومتجهين إلى السعودية

وشاء الله أن نسافر على متن نفس العبارة ولكن أجلنا لم يكن قد حان بعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق